mercredi 12 février 2020

وحي من خنزب

وأنا أجلو عن نفسي ما ران عليها من أقذاء الذنوب، وما علق بها من أوحال الآثام والأدران في محراب المسجد، حيث تخبو بواعث المادة وشهوات الجسد، لتتصل الروح ببارئها، مستجلبة المدد والبركات في لحظات روحانية منقطعة النظير.
تسلل إلى خاطري طارق- قد يكون من خنزب الناقم علي وقوفي بين يدي ربي- يدفعني قدما إلى رسم معالم الحكاية، في حلقة جديدة مكملة لما خطه القلم  وزبره بحروف مداده في سابق الأيام والأزمان.
ونحن نمثل رواية الحياة الكبرى، التي تمر فصول لياليها وأيامها دون أن نشعر في كثير من الأحايين، حيث تمتزج فيها الآهات باللذات، وتلتحم  الزفرات بالابتسامات.
ونحن نعيش زهرة الحياة الدنيا ورونقها الآخذ بالألباب والعقول، مستمتعين بالمأكولات والمشروبات والمنكوحات، والملبوسات والمفروشات والمركوبات، وغيرها مما يخدم مادة الطين في الإنسان.
أتذكر يا "نورالدين" والدك وهو يصلي بالناس جماعة في يوم من الأيام، قبل أن تذهب به صروف الوجود إلى أودية النسيان البعيدة النائية ؟!
لقد أصبح أثرا بعد عين، وذكرى أليمة تذرف لها العين في كل مرة العبرات، ووارى التراب جثته وأحلامه وأمانيه، كأن لم يكن بينكما رابطة دموية وثيقة قط.
كم تمنيت أن تصبح كاتبا يسطع نجمه في سماء بني جنسه، ويستمتع الناس بقراءة مقالاته وكتاباته الأدبية؟!
صرت تخطو خطواتك الأولى والراسخة نحو هدفك المنشود مع رقيم، ويوما ما سيخلد اسمك في سماء الكتابة الروائية العربية، فالمستقبل كله أمامك، وأنت في المسار الصحيح.
هل ترى أن بلدك يستطيع تحقيق طفرة اقتصادية، وثورة صناعية بعد توالي التجارب الحزبية الفاشلة في الحكم ؟! بين علماني يدعو إلى التفرقة بين الدين والدولة، ورأسمالي لا يهمه إلا الربح السريع، ولو على حساب أشلاء الفئات المسحوقة اجتماعيا، وبين إسلامي يتخذ الدين مطية لقضاء مآربه الشخصية، وتسلق درجات السلم الاجتماعي.
إن التنمية في بلدك تحتاج إلى قرون من الزمان ليصلح حالها، وتقوم لها قائمة، بعد تغير عقلية المجتمع والقيادات السياسية.
ألا ترى أن المجتمع قد تفشى فيه الفساد الأخلاقي؟! فقل أن تجد صديقا ناصحا، وتاجرا أمينا صادقا، وزوجة محتشمة حرة تموت جوعا ولا تأكل بثدييها، وجارا وقورا حافظا لحق الجيران.
كل هذا ونحن في مجتمع إسلامي يدعو إلى نشر فضائل الأخلاق، وإفشاء القيم الحميدة التي تسمو بالأفراد والجماعات، وتبلغهم المنزلة المنشودة التي دلت عليها الآيات والأحاديث، في غير موضع من القرآن والسنة، لإنشاء جيل  وقاف عند حدود الله، وملتزم بشرعه.
هل تشاطرني الرأي في أن موجة الصقيع التي تجتاح المغرب، لم يسبق لها مثيل في السنوات الماضية؟! حيث تدنت درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، جعلت كثيرا من المناطق النائية يعيشون في عزلة قاتلة، ويمنون النفس بحطب تدفئة يقيهم لسعات الصقيع، وهناك أنباء شبه مؤكدة أن هاته الموجة ستتواصل في الأيام القليلة القادمة، فاحرص على لبس الثياب الدافئة، التي تقيك وتجنبك ويلات أمراض البرد والمفاصل التي يتعرض لها الكثرة الكاثرة من الناس في هذا الفصل.
_السلام عليكم ورحمة الله!
_ السلام عليكم ورحمة الله!
توالت الخواطر على قلبي تباعا، واسترسل الفكر في تحليلها ومعالجتها، وأنا منغمس في الصلاة دون أن أستطيع إيقافها وكبح جماحها، لأعود إلى تقاطع الزمان والمكان ويقطع الإمام بنيات أفكاري بختم الصلاة والتسليم.


1 commentaire: